الكاتبة الصحفية سهام فودة
الكاتبة الصحفية سهام فودة


سهام فودة تكتب: حان وقت الاعتزال 

سهام فودة

الجمعة، 14 يونيو 2024 - 08:55 م

ليلة طويلة من الأحلام المزعجة والأنفاس المضطربة، أحداث أقرب للحقيقة منها للأحلام .. كأن عقلي الباطن قرر أن يرد إلي كل قلقي، إحباطي خذلاني كل حيرة النهار وكل هموم الحياة ليصبها داخل أحلامي في ساعات كنت آمل أن تكون ساعات سكينة وهدوء ...


استيقظت من نومي فجأة علي فكرة واحدة أريد تنفيذها بشدة .. أريد أن أتوقف عن المبالغة  ... نعم فهذه آفتي التي أعلمها جيدًا.. أبالغ في كل المشاعر وكل ردود الأفعال... المحزن في الأمر أنه علي قدر المبالغة على قدر خيبة الأمل التي ترتد إلي...حين أبالغ في الحب يعود لي الجفاء والغرور ... وحين أبالغ بالقلق أجد المقابل ضيق و برود... أبالغ بالعطاء فيقابلني الطمع واللا تقدير ....كنت أظن حين أقدم اهتمامي ومشاعري سيكون الأمر متبادل أو علي أقل تقدير سيتم تقديري ولكني ما جنيت سوى نفس لا تعرف الراحة... وعقل لا ينفض عن التفكير ... حتي اللا وعي أصبح يضج بالأحلام التي تؤرق وتكدر بدلًا من الاسترخاء والتفريغ.

 

أريد أن اعتزل كل ما يرهقني .. أريد الاعتدال في كل المشاعر فلا أمنح إلا قدر ما يقدم لي... أريد التوقف عن محاولة إصلاح من حولي لأنني لن أنجح إلا في إفساد نفسيتي المسكينة .. أريد أن أفعل المطلوب بلا مبالغة فأرضي ضميري و لا انتظر التقدير ..

 

 فالتقدير الحقيقي هو ما أكنه لنفسي علي الصبر والرضا ..على الطموح والشغف على الحب والاحتواء ...على الاستيقاظ بكل أمل بعد ليلة طال ظلامها ...

 

 أعلنها الآن أني قد سئمت أن أكون الجدار لكل من حولي، إما يتكئوا علي أو يضعوا علي همومهم لأحملها عنهم ... فالأفضل للجميع أن يبني كلا منا جداره الخاص بهمومه ومشكلاته، فبهذا سيتحمل قلقه وحده ولن يثقله بهموم أمم غيره ..  نرفع عن بعض الهموم قدر استطاعتنا ولكن لا نحملها تمامًا عنهم فتخور قوانا دون أن يشعر أحدا بنا... الآن وبعد أن كادت قواي أن تخور أعلن الانتصار لنفسي وروحي وأعلن اعتزالي للمبالغة فهي منحة كلفتني عمرًا من القلق.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة